"اختطاف".. خارطة التصحيح في الدراما السعودية

يواصل مسلسل “اختطاف” عرض حلقاته الأسبوعية، إذ يُعرض عند نهاية كل أسبوع حلقتان مثيرتان في أحداث مشوقة، وينتمي المسلسل لأعمال الأكشن الدرامية التراجيدية، بحبكة وأحداث لها طابع الجريمة والغموض، تتأرجح بين الواقع والإثارة.

وحقق العمل بعرض 10 حلقات من أصل 13 ردود فعل إيجابية، حيث ينافس الأعمال العالمية، ويُعد مرحلة انتقالية كبيرة في الدراما السعودية.

ويتميز المسلسل بقصة جذابة وعمل قوي وانتقال متسارع في الأحداث، وتقوم الفنانة إلهام علي بتجسيد ثلاث شخصيات مختلفة إلى حد التناقض، ومستقلة، وهو أمر صعب ويمثل تحدياً قوياً ،بالخروج عن السائد وأفكار خارج الصندوق التي وضعت العمل في صدارة الترند السعودي.

تسلسل الأحداث إلى الربع الأخير من الحلقة الرابعة أحدث نقلة في الرؤية البصرية، وشكل ترابطاً مع واقع القصة، وتشويقاً في تفاصيل الحلقة الخامسة يتوافق مع الحبكة بين الرغبة في الاستسلام أو الرضوخ للواقع المرير.

‏منعطف مهم في المسلسل يكمن في الفرحة أو شراء الحزن المتعايش مع بداية العمل دون جدوى والإيمان بالانتصار برغم اليأس، وهنا كان المفترق الذي أعطى صُناعه شكلاً مختلفاً يُبرز هوية العمل ومكامنه في المعالجة أو الإخراج.

ويدور المسلسل في خطين إلى ثلاثة خطوط في الأسرة المتكاملة التي تعاني منذ 20 عاماً بهاجس اختطاف ابنتهم، في حين أن شقيقتها التوأم تتمثل في صراع مرير مع السنين من أجل العيش بحياة طبيعية تكفل لها حقوقها الأسرية، أما الخط الثاني فهو متعايش مع الأول ويتمثل في متلازمة “ستوكهولم” التي تنشأ بالعلاقة العنيفة مع المخطوفة والجاني، وكلاهما خيطان مترابطان في حيثيات القصة والسرد والتسلسل الزمني للأحداث، فالخاطف يعاني من اضطراب نفسي استلهمه منذ صغره ونشأته التي عاشها بالعنف وترعرعت معه وأثرت في حياته النفسية، وهنا ظهر إبداع الكاتبة “أماني السليمي” وإشراف الكاتب “خلف الحربي” في تدوين حيثيات القصة.

وحقق العمل تجاوباً كبيراً من خلال السوشل ميديا والمشاهدين؛ إذ أصبح العمل محطَّ الأنظار، خاصة أنه يجمع نجوم الدراما السعوديين بالمواهب الشابة، فيظهر عبد الإله السناني بشخصية “الخال” الذي أصبح علامة فارقة في أعماله الدرامية، ومن جانب آخر يبدو عبد العزيز السكيرين بشخصية الرجل الناصح وطيب القلب الذي يتعاطف مع حالات الأشخاص، وعلى النقيض الكثير من صقل المواهب الشابة في العمل بوجود فايز بن جريس الذي يمثل للمرة الثانية في مسيرته الدرامية، بعد أن سطع اسمه في المسلسل الأشهر خلال الفترة الماضية “رشاش”، ويظهر بشخصية مستقلة عن عمله الأول، في حين يبرز دور خالد صقر الذي عرفه الجمهور بالأعمال السينمائية ليجيد دوره كخاطف للضحية كما يجب، حتى في حركة الجسد التي أجاد فيها بكل اقتدار، وبالشخصية التي تُسمَّى شخصية “المريض النفسي”، كما تلعب أضوى الفهد، إحدى أبرز الوجوه السعودية في الآونة الأخيرة، دوراً مهماً في الكشف عن خيوط الجريمة، بل دوراً حساساً في العمل، في محاولة لإثبات الوجود في الأعمال السعودية.

أحدث مسلسل “اختطاف” ضجة في الوسط الفني رغم عدم عرضه على قناة فضائية والاكتفاء بعرضه عبر المنصات التطبيقية، وأخذ منحنى بعيداً في الكشف عن نقطة تحول في الدراما السعودية؛ إذ من المنتظر عرضه بأكثر من لغة لينافس المسلسلات العالمية، خصوصاً أن المخرج “مارك إيفيرست” متخصص في أفلام الجريمة والاختطاف.

الدور الكبير الذي تلعبه إلهام علي ، بثلاث شخصيات يؤكد قوة الإنتاج السعودي ووصول الممثلة السعودية للعالمية، لا سيما أن العمل كشف مستوى الأعمال السعودية التي يتم بثها في القنوات الفضائية، إذ تجاوزت ردود أفعاله ومشاهداته ما يتم عرضه على القنوات بميزانيات ضخمة ومن ثَمَّ يذهب أدراج الرياح، ليأتي “اختطاف” بعد عرض “رشاش” الذي صعد للترند السعودي والعربي الذي شارك به نجوم شباب وبعضهم لأول مرة يظهر بعمل يقلب الموازين ويغير الكفة من جديد.

يشار إلى أن الفترة المقبلة ستكشف عن مفاجآت بأعمال سعودية بأسماء شابة ستتمثل بالمفاجآت المنتظرة للمُشاهد في عالم الإنتاج الدرامي.

Source link

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: